نعيش هذه الأيام أواخر الثلث الأخير من شهر الخير والبركة نسأل الله العظيم أن يجعلنا وإياكم ممن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا وممن منّ الله عليه بالعتق من النار كما نسأله تعالى أن يعيده علينا وعلى المسلمين أعواما عديدة وأزمنة مديدة بالصحة والسلامة وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل شر ويجمع كلمة الأمة الإسلامية ويعلي شأنها .
يستعد الناس لاستقبال عيد الفطر المبارك فهو فرحة للكبار بأن أتم الله عليهم شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار وفرحة للصغار بالاجتماع مع بعضهم البعض والاستمتاع باحتفال يوم العيد .
تلك المناسبة حدث ينتظره الأطفال ليسعدوا به فلا يجب أن نحرمهم من تلك الفرحة ولكن لابد من توخي الاحتياطات اللازمة للحفاظ على سلامتهم .
الأطفال الأقل من عمر 5 سنوات هم الشريحة الأكبر المعرضة للاخطار بصفة عامة والتي ينبغي على الوالدين تنبيههم لتلك المخاطر المحتملة وكيفية تجنبها
مصدر خطورة عليهم
ماهي المخاطر التي قد يتعرض لها الطفل بشكل عام ويوم العيد بصفة خاصة ؟
• المخاطر المتعلقة بالجهاز التنفسي
اجتماع الاطفال مع بعضهم البعض في هذا اليوم قد يشكل بيئة مناسبة لأن يلتقط الطفل العدوى من الاخرين وخصوصا أمراض الرشح والانفلونزا .
الطفل المصاب بالربو وحساسية الصدر قد يتعرض الى بعض روائح العطور أو بعض النباتات أو الورود والزهور.
الاطفال الاصغر سنا من الممكن ان يتعرضوا إلى الاختناق لا سمح الله ببعض قطع الالعاب الصغيرة عند وضعها في الفم.
الغرق قد يحدث في أحواض صغيرة
• الجهاز الهضمي
في حال الاطفال القادرين على الصيام قد يكون لاندفاع البعض منهم للاكل بشراهة بعد فترة الصيام بعض التأثير على وظيفة المعدة والامعاء ومن ثم حدوث الاعراض الهضمية مثل المغص، الاسهال أو الترجيع.
تعرض الطفل لبعض الاغذية المكشوفة والمباعة في الطرقات والشوارع تعرضهم الى شكوى صحية مشابهة بسبب تلوثها.
حرص الطفل على الاكل السريع ليلحق باللعب مع اقرانه يربك وظائف الجهاز الهضمي
تناول الطفل الاكل في أوان مشتركة مع الاطفال الاخرين قد يكون فرصة لانتقال العدوى بينهم.
تناول الحلويات بكثرة والمشروبات الغازية قد تسبب تهيجا للمعدة
• خطورة الألعاب النارية.
تستقبل غرف الاسعاف العديد من الحالات الخطرة بسبب المفرقعات والالعاب النارية التي توضع في ايدي الاطفال دون تحري المخاطر المحتملة والتي قد تطال العينين، حروق الجلد وغيرها.
قد يعمد بعض الاطفال لتوجيه تلك المفرقعات تجاه اطفال اخرين بغرض اللعب دون الدراية بأخطارها.
الالعاب الاخرى قد تحمل مخاطر مشابهة مثل المسدسات التي تطلق بعض الكرات البلاستيكية والتي يتم تصويبها تجاه طفل اخر حيث ينتج عنها اصابات قد تطال العينين.
لا تغفل عنهم
• حوادث مدن الألعاب "الملاهي"
يجب اختيار اللعبة المناسبة لعمر الطفل حين قضاء أيام العيد في مدينة الالعاب.
من المهم مرافقة الطفل وعدم تركه بمفرده.
• حوادث الغرق
يقضي البعض ايام العيد في استراحات قد تتوفر بها المسابح غير المؤمّنة عن الاطفال والتي تفتقر الى ابسط وسائل السلامة خاصة في الوقت الذي يكون فيه الاهل في غفلة عن اطفالهم منشغلين مع الاقرباء والزوّار.
• حوادث الدرّاجات
تكثر الدراجات التي يتم تأجيرها للاطفال والكبار في الاماكن البرية حيث تعددت الحوادث جراء سوء استعمالها سواء من قبل الاطفال او حتى الكبار خصوصا عند التفاف اطارات الدراجة بجزء من الملابس او العباءة والتي نتج عنها كسور وحوادث خطيرة .
رافقهم أثناء اللعب
• كيف يمكننا أن نقضي يوم العيد بسلام بإذن الله ؟
حيث ان الفئة العمرية للاطفال والاكثر خطورة هي مابين سن الثانية والخمس سنوات فان تلك الشريحة يجب أن تُولى المتابعة والرقابة بشكل أكبر .
يجب أن لا تلهينا فرحة العيد والاجتماع مع الأهل والأقارب عن متابعة الأطفال بشكل عام ومراقبتهم .
الطفل يحتاج الى التوجيه والارشاد فيما يتعلق بالغذاء المفيد له.
تنبيه الاطفال الى خطورة الاطعمة المكشوفة على صحتهم.
الاعتدال في تناول الاطفال الحلويات خلال ايام العيد.
تجنب الألعاب الخطرة
ملاحظة ما يتناوله الأطفال المصابون بمرض السكري وعدم الغفلة عن اجراء فحوصاتهم المعتادة لسكر الدم والمحافظة على الحمية قدر الامكان.
تشجيع الطفل على تناول العصائر الطبيعية والسوائل بشكل عام.
محاولة تجنب الطفل لكل ما يمكن أن يثير أزمات الربو كالبخور، أنواع العطور او بعض روائح النباتات كما واصطحاب بعض الأدوية الاسعافية كالرذاذ الموسع للشعب الهوائية في حال حدوث أي أزمة حادة مع الطفل ريثما يتم نقله الى المستشفى في حال احتياجه لذلك .
عدم السماح للاطفال الصغار باقتناء بعض الالعاب التي تحوي قطعا صغيرة قد ينتج عنها اختناق الطفل بها عند وضعها في فمه.
من المهم أن يكون في العائلة على الاقل شخص واحد يجيد الاسعافات الاولية لانقاذ الطفل في حال ابتلاعه او اختناقه بأي من تلك القطع .. وقد تم التطرق الى تلك الخطوات بالتفصيل في أعداد سابقة يمكن للقارئ الكريم الرجوع اليها والاستفادة منها فهي خطوات سهلة موضحة بالصور ولا تحتاج الا لمهارات يدوية قد تنقذ حياة مصاب بإذن الله تعالى.
لايجب وضع الالعاب النارية او المفرقعات مهما كان نوعها في يد الطفل فقد يكون الاسهاب في ترفيه الطفل بشكل خاطئ سببا في حدوث مأساة لاسمح الله.
الحذر من الألعاب النارية
من المهم اختيار اللعبة المناسبة للطفل تبعا لعمره وجنسه وقدراته.
احرص ان لايكون في مكان اجتماعكم اي من المسابح المكشوفة والتي يستطيع الطفل الوصول اليها دون متابعة من الاهل .
لاتسمح للطفل باقتناء العاب خطرة كالمسدسات التي تطلق اجساما مؤذية.
لاتجعل عاطفتك تجاه اطفالك تقودك الى اتباع ماليس في صالحهم.
لا تسمح لاطفالك الصغار بركوب الدراجات التي لاتناسب اعمارهم.
حاول ان تتعرف على المبادئ الاساسية لإنقاذ الحياة عند حدوث حالات غرق او ماشابهها وقد تم التطرق الى تلك الخطوات بالتفصيل في عدد سابق.
لاتترك الاطفال دون سن الخامسة بمفردهم داخل المنزل.
من الخطر ترك الاطفال داخل السيارة بمفردهم حين توقفك المؤقت.
احرص على تفقد المكان الذي يوجد فيه الاطفال وخلوه من مكامن الخطورة كاسلاك الكهرباء العارية وغيرها .
لنمضِ أيام العيد بسلام
تأكد من ان الادوية بعيدة عن متناول ايدي الاطفال.
الابتعاد عن الباعة في الطرقات وسيارات الايسكريم المتجولة.
الحرص على نظافة الأيدي قبل تناول الطعام.
للاطفال المصابين بامراض مزمنة كالصرع والسكري وغيره فيجب الا تنسينا تلك المناسبة وافراحها مواعيد جرعات العلاج.
داعيا المولى القدير أن يحفظكم جميعا من كل شر وأن يجعله عيدا طيبا مباركا وأن يعيده على الجميع أعواما عديدة ونحن وأمتنا الإسلامية في أفضل حال .
أيام معدودة ويطل بعدها عيد الفطر المبارك الذي يحمل معه العديد من العادات والتقاليد الاجتماعية التي تمثل جانبا تراثيا من جوانب الاحتفال. ويرتبط العيد بعادات غذائية خاصة، لا تقدم طوال السنة إلا في أيامه كتقديم الحلويات والعصائر، كما يستغل الكثير من الناس أيام العيد في إقامة الحفلات والأفراح والولائم لتجمع الأهل والأقارب، قد يؤثر الإفراط في بعضها سلبا على صحتنا وصحة أطفالنا بشكل خاص.
أوضحت الاختصاصية وضحى محمد بالحمر، اختصاصية التغذية العلاجية بمستشفى الملك فهد العام بجدة أن عدم الاعتدال في تناول الأغذية التي تقدم في العيد يؤثر سلبا على صحة الإنسان السليم وهي بالتالي تؤثر بشكل أكبر على الأشخاص المصابين ببعض الأمراض المزمنة كمرضى السكري وضغط الدم وأمراض القلب والكلى والكبد وعلى شريحتي المسنين والأطفال.
وعادة ما تقدم في هذه المناسبة الحلويات بمختلف أشكالها، مثل الشوكولاته - كعك العيد والمعمول - حلوى الحلقوم واللوزية - الحلويات الشرقية والبيتفورات وغيرها. وتحتوي هذه الحلويات على دهون مشبعة ضمن تكوينها كما تحتوي على المكسرات كاللوز والجوز والفستق والبندق والكاجو وهي غنية بالدهون أيضا إضافة إلى النسبة العالية من السكريات والسعرات الحرارية.
* دهون ضارة
* وهناك طبق العيد الشهير الذي يقدم في وجبة الإفطار وهو الدبيازة (التي تعد من قمر الدين والفواكه المجففة والمكسرات المحمرة في السمن) وهو طبق غني بالدهون والسكريات والسعرات الحرارية، فلا بد من الاعتدال في تناول هذا الطبق وما شابهه.
والدهون عموما لها أضرار صحية على أجهزة الجسم الحيوية، سواء كانت هذه الدهون نباتية أو طبيعية، فالسمن الطبيعي يزيد من ارتفاع دهون الدم والكولسترول الضار LDL، مما يعرضنا لتصلب الشرايين. أما السمن النباتي فهو الأكثر خطرا؛ لأنه عبارة عن زيوت مشبعة ترتفع فيها نسبة الأحماض الدهنية غير المشبعة، مما يعرض الجسم لأخطار تحول كل الصور النشطة الفعالة في الزيت من الصورة الطبيعية CIS إلى صورة غير طبيعية Trans متحولة وكذلك لاحتوائها على متبقيات النيكل وهو عنصر سام.
الأجبان، هي أيضا من الأصناف التي تقدم في وجبة فطور العيد وهي عالية في الدهون والأملاح إضافة إلى النسبة العالية جدا من أملاح الصوديوم الموجودة في الطرشي والأمبه (نوع من مخللات) وأنواع الزيتون التي تكون موجودة في سفرة فطور العيد بالتالي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة الأملاح في الجسم والصداع وتؤثر على الكلى والكبد.
الكبسات واللحوم، وهي تقدم عادة في الولائم وتعتبر مصدرا مهما للبروتين والحديد وبناء أنسجة الجسم إلا أن تناولها يوميا وبكميات كبيرة يؤدي إلى ترسب الكوليسترول والدهون داخل الأوعية الدموية وتصلب الشرايين وانسدادها. لذلك لا بد من الاعتدال في تناول أي نوع من هذه الأغذية، سواء حلوى أو أطعمة غذائية، مع الامتناع عن تناول الدهون النباتية المهدرجة (كالسمن الصناعي) والاكتفاء بتناول كعكة واحدة يوميا لمدة أيام العيد الثلاثة فقط حتى نتجنب أخطار الدهون.
والشاي أو القهوة مع تدخين سيجارة، اعتاد البعض على تناولها على معدة خاوية وهذا يضاعف من المخاطر الصحية الناجمة عن التدخين أو شرب الشاي أو القهوة فقد يؤدي ذلك إلى اضطراب والتهاب في المريء والمعدة وأيضا فقدان الشهية وازدياد حموضة المعدة وزيادة ضربات القلب خاصة لمرضى القلب وقرحة المعدة.
* انتقال غذائي تدريجي
* لقد تعودت القناة الهضمية على نظام خاص يتم فيه تناول الطعام من خلال وجبتي الإفطار والسحور فقط خلال شهر رمضان، وحتى تعود القناة الهضمية لاستقبال ثلاث وجبات فلا بد من التدرج، فنتيجة للصوم في رمضان يعتاد الجهاز الهضمي على عدم استقبال أي طعام أو شراب طوال النهار مما يجعله في حالة راحة في حين تفرز العصارات الهاضمة وتتهيأ المعدة لاستقبال الطعام قبيل أذان المغرب، وفي العيد ونتيجة للتغير المفاجئ في مواعيد تناول الوجبات ونوعياتها يعاني الكثيرون من عدد من العوارض الصحية الناجمة عن العبء الكبير الذي يفاجأ به جهازنا الهضمي دون سابق إنذار مثل تلبك معوي - اسهال حاد - تسمم غذائي - انتفاخ.
ويجب أن نبدأ بالتدرج في تناول الوجبات، من حيث كميتها ونوعيتها، من آخر يوم في رمضان بعد إعلان قدوم العيد، فينصح بتناول العشاء مبكرا وأن يكون من الفاكهة والخضراوات، ثم تهيئة الجهاز الهضمي للعودة لاستقبال الطعام في صورة وجبات صغيرة من 4 - 5 وجبات مع تقليل عدد هذه الوجبات بالتدريج إلى الثلاث وجبات الرئيسية، وينصح بالعودة إلى الصيام مرة أخرى تأسيا بالسنة النبوية الشريفة من صيام الأيام الستة من شوال والتي تحمل حكمة صحية حيث تعتبر فرصة لاستعادة نشاط القناة الهضمية.
* نصائح عامة
* تناول التمر وترا، ثلاثا أو خمسا أو أكثر، في أول أيام العيد وتهيئة المعدة تدريجيا بحبات التمر والاستفادة من السكريات الموجودة في التمر.
* الاعتدال في تناول الأطعمة المقدمة أثناء الزيارات والحفلات والتعود على القيام من المائدة بمعدة غير ممتلئة.
* في حالة تلبية الدعوة لتناول طعام عشاء مثلا فلا تذهب وأنت جائع بل تناول شيئا مما تعودت عليه كوجبة خفيفة السعرات حتى لا يصيبك الجوع وتضطر لتناول كمية كبيرة من الطعام عند الزيارة.
* اشرب الكثير من الماء والعصائر الطازجة بدلا من المشروبات الغازية والعصائر المسكرة.
* قم بممارسة أي نشاط رياضي لحرق ما تراكم في الجسم من سعرات حرارية خلال شهر رمضان والعيد.
* عدم النوم بكثرة وتجنب الخمول والكسل.
* الابتعاد عن شراء وتناول الأطعمة من المطاعم لتجنب حدوث التسمم الغذائي، إذ يزداد الإقبال الشديد على المطاعم في الأعياد وبالتالي قد لا يكون بمقدور بعض المطاعم الالتزام بمعايير تداول وتخزين وطهي الطعام بالطرق الصحية خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.
* المرضى من أفراد الأسرة المصابين بأحد الأمراض المزمنة، يجب مراعاة حالتهم الصحية وذلك بإعداد بعض الأصناف التي تتناسب مع مرضهم ومع حميتهم الغذائية.
* عدم إلزام الزوار بتناول كافة الأصناف المنوعة في المائدة مراعاة لصحتهم، فعلى سبيل المثال يفضل تقديم الشاي والعصير بدون سكر للمصابين بداء السكري وكذلك توفير الحلويات المخصصة لمرضى السكري والتي لا تؤدي إلى ارتفاع سكر الدم لديهم.
* النساء الحوامل والمرضعات، يجب عليهن عدم الإكثار من تناول الأطعمة المملحة التي تؤثر على ضغط الدم وعلى نسبة الزلال لديهن.
* الأطفال، يجب أن يتعودوا النمط الغذائي السليم بترشيد تناولهم حلوى العيد؛ من أجل حمايتهم من اضطرابات الجهاز الهضمي ومضاعفاته؛ لأنهم أكثر الفئات إقبالا على هذه الحلوى.
* كبار السن، ينصحون بالإقلال من تناول السكريات، وعدم شرب المياه بين الوجبات، والامتناع عن تناول الأطعمة المقبلة والدهون بقدر الإمكان، تطبيقا للقاعدة الذهبية في الغذاء؛ لأنه كلما تقدم الإنسان في السن ينصح له بتناول البقول والإقلال من اللحوم، مع تناول الحليب الخالي من الدسم، مع ضرورة ممارسة الرياضة بالنسبة لهم حتى لا يصابوا بالهشاشة.
* وصفات خفيفة لبعض الحالات المرضية المزمنة في العيد:
مرضى السكري، عليهم عدم الإفراط في تناول السكريات والنشويات حتى لا تؤدي إلى ارتفاع في مستوى سكر الدم، وتوزيع الوجبات إلى 5 - 6 وجبات صغيرة. والعودة إلى تناول أدويتهم سواء الأقراص أو الأنسولين بانتظام كما كان الوضع قبل شهر الصوم، وممارسة الرياضة يوميا.
مرضى القلب، عليهم تجنب تناول وجبات كبيرة يمكن أن ترهق القلب، وتقسيم الوجبات اليومية إلى ست وجبات صغيرة مع الإقلال من الملح والدهون، كذلك المشروبات المحتوية على الكافيين مثل الكولا، الشاي، القهوة، والشوكولاته.
مرضى ارتفاع ضغط الدم والكلى، عليهم تقليل تناول الأطعمة التي تحتوي على الملح والدهون مثل المكسرات المالحة، الأجبان، المخللات، اللحوم المُدَخَنة. وعليهم الإكثار من شرب الماء، حيث إنه يخفف من ضغط الدم المرتفع، ويحمي نسيج الكلى من الأثر السلبي لضغط الدم المرتفع.
مرضى قرحة المعدة، عليهم تجنب تناول وجبات كبيرة وتقسيم الوجبات إلى عدة وجبات صغيرة والتقليل من تناول الأطعمة الدسمة والمقليات والأطعمة كثيرة البهارات والصلصات والمشروبات المحتوية على الكافيين مثل الكولا، الشاي، القهوة، والشوكولاته.
مرضى السمنة، عليهم تجنب الإفراط في تناول الحلويات والأطعمة الدسمة أيام العيد وتخصيص جزء من إجازة العيد لممارسة أي نشاط رياضي مناسب وعدم الخمول الذي يؤدي إلى البدانة والسمنة.
يواجه بعض الناس مشكلات صحية تتكرر في كل عام مع حلول عيد الفطر المبارك. وهذه المشكلات الصحية تكون في الغالب إما مرتبطة بالسلوكيات الغذائية الخاطئة، أو بالممارسات الرياضية الترفيهية العشوائية وغير المقننة. فبعد الانتظام على تناول الطعام في أوقات محددة خلال شهر رمضان وتقنين أصنافه ونوعياته، يأتي العيد محملاً بكل ما لذ وطاب، كاسرا كل القواعد والحميات الغذائية، متسببا في الإصابة بالمشكلات الصحية التي قد تنتهي بزيارة المستشفيات. ومثلا يعاني كثير من الناس في فترة العيد من ارتباك في وظائف الجهاز الهضمي أو تدهور في مستوى تحكمهم في الأمراض المزمنة التي يعانون منها سابقا كمرضى السكري والقلب وارتفاع ضغط الدم وأمراض الحساسية الصدرية.
اضطرابات الهضم
يؤكد الدكتور أحمد غرم الله الخماش الزهراني أخصائي الأمراض الباطنية ومدير العيادات الخارجية سابقا في مستشفى الملك فهد بجدة - على حدوث كثير من المشكلات الصحية في مواسم الأعياد والإجازات وذلك من خلال خبرته السابقة ومشاهداته الإكلينيكية مع المرضى. وقد أعزى حدوث تلك المشكلات إلى التهاون الواضح من الناس سواء الأصحاء منهم أو المرضى المزمنين، فمثلا تحدث اضطرابات الجهاز الهضمي نتيجة الإسراف وعدم التدرج في تناول الأطعمة لا سيما المحتوية منها على كثير من السكريات والدهون، ويحدث هذا كون الجهاز الهضمي كان قد اعتاد على الصيام لساعات طويلة خلال شهر رمضان وعلى مواعيد ثابتة لتناول الطعام كالإفطار والسحور، ومن ثم يفاجأ البعض بأعراض طارئة تنغص عليهم بهجتهم بفرحة العيد والانخراط في فعاليات المناسبة السعيدة المختلفة مع الأهل والأصدقاء، فضلا عن من يعاني أصلا من أمراض مزمنة كداء السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والكلى وغيرها من العلل الجسدية الأخرى والتي تحتاج إلى نظام حمية غذائية معينة.
وجبات شائعة
أوضح د. الزهراني أن الكثير من الدراسات المختلفة تبين أن أقسام الطوارئ بالمستشفيات تكتظ بالمراجعين من المرضى في فترة العيد وخصوصا من الأطفال وتكون الشكوى عادة إما نزلات معوية حادة، وهي تمثل في بعض الدراسات ما يقارب 60 في المائة من الحالات أو نزلات الشعب الهوائية والتهابات الجهاز التنفسي العلوي وهي تمثل نسبة 30 في المائة نتيجة تناول المثلجات المختلفة. وتحت ضغوط العادات والتقاليد الاجتماعية يضطر البعض إلى المجاملة بتناول أنواع الطعام التي قد لا تناسب وضعهم الصحي وكذلك بالخلط بين أنواع الأطعمة الكثيرة (لكثرة الزيارات) ناهيك بجلب هذه الأغذية والحلويات إلى المنزل مما يسبب للكثيرين من أفراد الأسرة تلبكًا معويًا بسبب تغيير النظام الغذائي بشكل عشوائي، كما يتسبب في زيادة مفاجئة للوزن، وفي بعض الأحيان تصل المشكلة إلى حالات تسمم غذائي بسبب تناول أطعمة ملوثة من الخارج، خصوصا مع الأطفال.
اشتداد الأمراض المزمنة
ويضيف د. الزهراني أن حالات ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر في الدم لدى مرضى داء السكري وغيرها من الأمراض المزمنة هي على قائمة الأمراض التي تزداد في فترة العيد نتيجة تناول كميات كبيرة من الوجبات الغنية بالملح والمخللات والمحليات السكرية. لذلك ينصح الأطباء عامة الناس تقسيم وجباتهم في أول أيام العيد إلى 4 أو 5 وجبات خفيفة وتجنب الملح والسكريات والدهون لتفادي حدوث ذلك الخلل وللوقاية من التخمة وعسر الهضم في أيام العيد الأولى، مع الحرص على تناول 8 أكواب من الماء تقريبا كل يوم بالإضافة إلى الحرص على زيادة تناول الفواكه الطازجة والخضراوات الورقية لما لذلك من فوائد كبيرة في الحفاظ على توازن السوائل في الجسم والمحافظة على كفاءة أداء أجهزة الجسم كالكلى والمسالك البولية والجهاز الهضمي. وهنا ننصح بالتقليل أو الاعتدال في تناول بعض النوعيات التي لا تعتبر ضمن العناصر الغذائية الرئيسية مثل العصائر غير الطبيعية، والشوكولاته، والحلويات، والأطعمة الدسمة. كما يجب التأكد من سلامة مصادر الطعام وتجنب الشراء من المطاعم التي لا تلتزم بمعايير الصحة والنظافة، وتلك التي تقدم الأطعمة مكشوفة، وبعض الأنواع سريعة العطب والفساد كالتي تحتوي على الميونيز مثل ساندويتشات البيض، والشاورما، والكبدة.. إلخ.
سلوكيات خاطئة
ويشير د. أحمد الزهراني إلى ما يلاحظ أيضا من بعض السلوكيات الترفيهية الخاطئة في العيد، خصوصا لدى الأطفال كالإفراط في استخدام الألعاب النارية والمفرقعات من دون رقابة كافية من الوالدين، وأغلب الألعاب النارية تحتوي على مركبات كيميائية وفلزات ومواد متطايرة قد تؤدي إلى إلحاق الضرر بهم، فالبارود المستخدم في الألعاب النارية مثلا يحتوي على الفحم والكبريت، كما تحتوي المفرقعات على نترات البوتاسيوم والألمنيوم وهي التي تساعد على إطلاق الشرر في كل الاتجاهات مما قد يتسبب في حرق الوجه واليدين والعينين، وقد تصل إلى حروق من الدرجة الثالثة، وهو ما نشاهده بأعيننا نحن الأطباء في أقسام الطوارئ في أيام العيد، فضلا عن حالات الاختناق وصعوبة التنفس وهيجان حالات الربو نتيجة استنشاق أول أكسيد الكربون المنبعث من احتراق هذه الألعاب النارية، وما يحدث لهؤلاء الأطفال هو مسؤولية مشتركة تقع على عاتق كل من الأسرة، والمؤسسات المجتمعية المختلفة والإعلام وذلك من خلال بث الوعي بين الأطفال بأخطار هذه الممارسات غير المسؤولة ومحاسبتهم على النقود التي تصرف دون رقيب أو حسيب.. ومن الأخطاء الشائعة أيضا الرياضات التي تمارس خلال أيام عيد الفطر على طريق الكورنيش أو في البر مثل ركوب الدراجات النارية وامتطاء الخيول، ولا يخفى ما لهاتين الرياضتين من تأثير على الأطفال الذين يمارسونها لأول مرة دون سابق خبرة وأيضا على من يعانون من آلام مزمنة في العمود الفقري نتيجة انزلاقات غضروفية مثلا، أو الآم الحوض أو خشونة المفاصل مما قد يتسبب في مضاعفة الألم في مثل هذه الحالات وعدم الاستمتاع ببقية أيام العيد. ولا ننسى مشكلات رياضة السباحة وحالات الغرق التي تنجم عنها مثلا سواء ممارستها في البحر أوفي المسابح غير المجهزة بأدوات السلامة، خصوصا على الأطفال غير المدربين تدريبا كافيًا وغير مراقبين من ذويهم مما قد يؤدي إلى الوفاة لا قدر الله.
نصائح عامة * نظرًا لأن العيد في هذا العام يأتي في فصل الصيف، فمن المستحسن الخروج إلى الأماكن المفتوحة والحدائق في أوقات مناسبة، بعد العصر أو المغرب مثلا حتى نبتعد عن مشكلات الحر. * الاعتدال في تناول الطعام وخصوصا أطباق الحلوى والمكسرات، وتجنب قدر الإمكان مغريات حلويات العيد اللذيذة والعصائر والضيافات الشهية أثناء زيارات الأهل والأصدقاء وعدم التهاون بتناول الحلوى هنا وكوب العصير هناك فهذا سيساهم في زيادة الوزن بنسبة كبيرة. * يمكن استبدال تناول الحلويات بتناول الفاكهة الغنية بالفيتامينات والمعادن والتي تحتوي على كمية أقل بكثير من السعرات الحرارية. * تجنب المشروبات الغازية التي تزيد من امتلاء البطن وتكوين الغازات كما أنها تساعد في زيادة تكلسات الجهاز البولي. * عند تناول الغذاء خارج البيت، يجب الحذر من مصادر التلوث والتسمم الغذائي كالأطعمة المكشوفة، مع الاهتمام بغسل اليدين قبل الأكل. * عدم إهمال العناية بالأطفال ومنحهم مزيدا من الانتباه لتلافي وقوعهم في الحوادث، فهم لا يميزون الصحيح من الخطأ كتناول أطعمة ملوثة، واللعب في أماكن قد تسبب لهم الأذى كركوب بعض الألعاب التي فيها دوران سريع تؤثر على أدمغة الأطفال، أو حتى استخدام الألعاب النارية التي قد تحيل فرحة العيد إلى أحزان لا سمح الله. * تنظيم مواعيد النوم وعدم الإفراط في السهر ليلا، تمهيدا للعودة إلى مواعيد العمل والدراسة لاحقا. * الحرص دائمًا على ممارسة النشاطات الرياضية والمشي فهي أفضل طريقة للمحافظة على اللياقة الصحية.